تواجه وزارة التعليم الفرنسية انتقادات واسعة بسبب عجزها عن حماية التلاميذ من موجات الحر الشديدة التي تضرب البلاد، حيث تحولت المدارس إلى بيئات خانقة تهدد صحة الأطفال وسط درجات حرارة تتجاوز 40 مئوية.
اتهامات بالفشل البنيوي
وجه خبراء البيئة والتعليم وأولياء الأمور اتهامات للحكومة الفرنسية بـ”الفشل البنيوي” في التعامل مع الأزمة المناخية داخل المؤسسات التعليمية، بعد أن أصبحت المدارس تفتقر إلى أبسط وسائل التبريد والحماية من الحر.
تعليمات رسمية تثير السخرية
أصدرت وزارة التعليم يوم 30 يونيو تعليمات للمعلمين وأولياء الأمور تنصح بـ”استقبال التلاميذ في أماكن محمية من الحر وإلغاء الأنشطة البدنية”، لكن هذه التوجيهات أثارت سخرية مريرة بين الأهالي الذين اعتبروها غير عملية وغير كافية.
علقت إحدى الأمهات في باريس قائلة: “درجات حرارة بين 34 و40 درجة مئوية ويطلبون من المعلمين فتح النوافذ لعمل تيار هواء؟ أطفالنا في أمان إذًا!”
إغلاق واسع للمدارس
رغم إعلان الإنذار الأحمر في 16 محافظة، بدأت بعض المدن مثل ميلان وتور وكاربانترا بإغلاق مدارسها منذ الأحد. وارتفع عدد المدارس المغلقة جزئياً أو كلياً من 200 مدرسة يوم الاثنين إلى 1350 مدرسة يوم الثلاثاء من أصل 45 ألف مدرسة في فرنسا.
رفض تأجيل الامتحانات
أما رئيسة الوزراء إليزابيث بورن فرفضت تأجيل الامتحانات أو تقديم موعد العطلة الصيفية، ودعت إلى “إدارة كل حالة على حدة” بالتنسيق مع الإدارات المحلية.
حلول مرتجلة من المعلمين
اضطر المعلمون والأهالي لابتكار حلول مرتجلة، حيث اشترى بعض المعلمين مراوح على نفقتهم الخاصة، وطلب مدير مدرسة من الأهالي “إعارة أي وسيلة تساعد في خفض الحرارة”، بينما نصحت معلمة الأهالي بإحضار “قبعات وبخاخات مياه” للأطفال.
انتقادات النقابات
انتقد جان ريمي جيرار، رئيس نقابة المعلمين، ظروف الامتحانات قائلاً: “عندما تكون درجة الحرارة داخل القاعة 35 درجة مئوية، يصبح التفكير مستحيلاً”، مشيراً إلى أن المعهد الوطني للصحة يعتبر درجات الحرارة فوق 30 مئوية خطراً صحياً.
مطالب بإصلاح جذري
يطالب ممثلو أولياء الأمور بإصلاح جذري للبنية التحتية بدلاً من الحلول المؤقتة. وقال غريغوار إنسيل من الاتحاد الوطني لمجالس أولياء الأمور: “لا يمكن حماية أطفالنا من تغير المناخ باستخدام بخاخات!”
تحدي مالي ضخم
تشير التقديرات إلى أن هناك 52,600 مبنى مدرسي يحتاج لتحديث بتكلفة تقدر بـ50 مليار يورو، مما يطرح تساؤلات جدية حول استعداد النظام التعليمي الفرنسي لمواجهة تحديات التغير المناخي المستقبلية.
وسط تكرار هذه الأزمات كل صيف، يواجه النظام المدرسي الفرنسي تحدياً هيكلياً يتطلب حلولاً جذرية وليس مجرد إجراءات مؤقتة.