شهدت أسواق النفط العالمية ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 3% خلال تداولات الأربعاء، مدفوعة بمزيج من التطورات الجيوسياسية والتجارية، رغم أن البيانات الأمريكية المتعلقة بالمخزونات النفطية حدت من حجم هذه المكاسب.
ارتفع سعر خام برنت المرجعي بمقدار دولارين ليصل إلى 69.11 دولار للبرميل عند إغلاق التداولات، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مكاسب مماثلة بنسبة 3.1% ليستقر عند 67.45 دولار للبرميل.
وتحرك برنت ضمن نطاق تداول محدود بين 66.34 دولار كأدنى مستوى و69.05 دولار كأعلى مستوى منذ 25 يونيو الماضي، وذلك في ظل تراجع المخاوف حول انقطاع الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
شكّل القرار الإيراني بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية المحرك الرئيسي لارتفاع الأسعار، حيث بدأت طهران في تطبيق قانون جديد يشترط موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي على أي عمليات تفتيش مستقبلية للمنشآت النووية.
واتهمت الحكومة الإيرانية الوكالة الدولية بالانحياز لصالح الدول الغربية وتقديم المبررات للعمليات العسكرية الإسرائيلية. وفي هذا السياق، علق جيوفاني ستونوفو، محلل السلع الأولية في بنك يو.بي.إس، قائلاً أن “السوق تقوم بتقييم نوع من علاوة المخاطر الجيوسياسية، لكن الأمر يقتصر على الجانب النفسي دون وجود اضطرابات فعلية تؤثر على إمدادات النفط”.
ساهم الإعلان عن توصل الولايات المتحدة وفيتنام لاتفاق تجاري في دعم اتجاه الأسعار نحو الارتفاع، حيث أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسائل الإعلامية الفيتنامية الرسمية التوصل لهذا الاتفاق بعد مفاوضات مكثفة.
ووفقاً للاتفاق، ستفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 20% على مجموعة واسعة من الصادرات الفيتنامية. وأشار محللو شركة ريتربوش آند أسوسيتس الاستشارية إلى أن “اتفاق الرسوم الجمركية عزز الإقبال على المخاطرة في الأسواق”.
قلصت الأسعار من مكاسبها خلال الجلسة بعد صدور بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي أظهرت ارتفاعاً مفاجئاً في مخزونات النفط الخام بـ 3.8 مليون برميل لتصل إلى 419 مليون برميل الأسبوع الماضي، بينما كانت توقعات المحللين الذين استطلعت رويترز آراءهم تشير إلى انخفاض قدره 1.8 مليون برميل.
وأثار تراجع الطلب على البنزين إلى 8.6 مليون برميل يومياً مخاوف حول مستويات الاستهلاك خلال الذروة الصيفية.
وفي هذا الصدد، حذر بوب يوجر، مدير شؤون عقود الطاقة الآجلة في ميزوهو، من أن “المستوى المطلوب خلال فصل الصيف هو 9 ملايين برميل يومياً لقياس صحة السوق، ونحن حالياً أقل بكثير من هذا المستوى، وهذا مؤشر غير مشجع”.
أشارت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا للوساطة، إلى أن الأسواق احتسبت مسبقاً احتمالية زيادة إمدادات أوبك+، مما يقلل من احتمالية حدوث مفاجآت قريبة.
وكشفت أربعة مصادر مطلعة في تحالف أوبك+ الأسبوع الماضي عن خطط لزيادة الإنتاج بـ 411 ألف برميل يومياً الشهر المقبل عند اجتماع السادس من يوليو، وهو نفس حجم الزيادات المعتمدة لأشهر مايو ويونيو ويوليو الحالية.
تعكس تحركات أسعار النفط الحالية التوازن الدقيق بين الضغوط الجيوسياسية الصاعدة والمؤشرات الاقتصادية المختلطة، حيث تواصل الأسواق مراقبة التطورات الإقليمية وبيانات العرض والطلب لتحديد الاتجاه المستقبلي للأسعار.