أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد 17 أغسطس 2025، استهداف ما وصفه بـ “بنية تحتية للطاقة تستخدمها مليشيا الحوثي الإرهابية” جنوب العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، في إشارة إلى محطة حزيز لتوليد الكهرباء بمديرية سنحان، والتي قال سكان محليون إنها كانت متوقفة عن الخدمة منذ سنوات جراء قصف سابق.
وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن دوي انفجارين عنيفين هزا صنعاء فجراً، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من موقع المحطة، فيما أكدت مصادر محلية أن المولدات معطلة منذ ضربات جوية سابقة طالتها، الأمر الذي يثير تساؤلات حول دوافع القصف الإسرائيلي وتوقيته.
من جانبها، أعلنت وسائل إعلام حوثية، أن “العدوان استهدف محطة حزيز للكهرباء، ما أدى إلى أضرار كبيرة”، مشيرة إلى أن فرق الدفاع المدني هرعت لإخماد الحريق، بينما أوضح مدير مؤسسة الكهرباء الحوثية، مشعل الريفي، أن فرق الصيانة بدأت تقييم الخسائر.
وبدوره، وصف عضو المكتب السياسي للجماعة، حزام الأسد، الهجوم بأنه “اعتداء جبان على المرافق الخدمية”.
في المقابل، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر عسكرية إسرائيلية، أن سلاح البحرية الإسرائيلي نفذ الهجوم الليلي على أهداف قرب محطة حزيز، ضمن ما قالت إنه “ضربات استباقية ضد البنية التحتية الحوثية”.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان لاحق أنه قصف “أهدافاً عدة في محيط صنعاء، بينها منشآت طاقة تستخدمها المليشيا في عملياتها العسكرية”.
ما وراء الخبر
ويرى مراقبون أن اختيار إسرائيل ضرب محطة خرجت عن الخدمة منذ سنوات، يكشف عن رمزية أكثر من كونه عملاً عسكرياً مؤثراً، إذ يوحي بأن تل أبيب تسعى إلى إرسال رسالة سياسية ـ إعلامية بأنها قادرة على الوصول إلى عمق صنعاء متى شاءت، حتى وإن كان الهدف غير ذي قيمة عسكرية مباشرة.
ويعتبر محللون أن التوقيت يحمل دلالات إضافية؛ فالضربة تأتي بعد أيام من تصعيد الحوثيين هجماتهم في البحر الأحمر وباب المندب، ما يشي بمحاولة إسرائيل الرد الاستعراضي لطمأنة الداخل الإسرائيلي وحلفائها الدوليين، دون الانجرار إلى مواجهة شاملة أو استنزاف طويل.
ويشير باحثون في الشأن اليمني إلى أن “إعادة قصف هدف مضروب أصلاً” يكشف محدودية بنك الأهداف الإسرائيلية في اليمن، وربما يعكس أيضاً عجزاً استخباراتياً في تحديد مواقع أكثر استراتيجية، الأمر الذي يضع هذه العملية في خانة “العمل الإعلامي أكثر منه العسكري”.