تتصاعد حملة منهجية يشنها الحوثيون ضد التيار السلفي في اليمن، مستهدفين آخر معاقله في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وذلك بعد مرور عشر سنوات على توقيع اتفاقات التعايش بين الطرفين.
هزت تفاصيل مقتل الداعية السلفي صالح حنتوس (70 عاماً) الأوساط اليمنية، حيث حاصرت قوات الحوثيين منزله في محافظة ريمة قبل قصفه، مما أسفر عن مقتله وإصابة زوجته وأقاربه. الحادثة وقعت رغم إغلاق دار القرآن التي كان يديرها منذ خمس سنوات، لكنه واصل تعليم القرآن في المسجد المجاور.
تركز العمليات الحوثية الحالية على محافظات إب وذمار وريمة وعمران، حيث يتم استهداف المساجد ومراكز تحفيظ القرآن بشكل منهجي:
في محافظة إب اقتحم المسلحون مسجد ومركز “السُّنّة” في مديرية العدين، وجروا الإمام عبد السلام البعني بالقوة من المحراب، واعتدوا على الطلاب قبل إخلاء المرافق لصالح مقاتليهم.
وفي محافظة عمران شهدت مدينة “خَمِر” اقتحام مسجد الشيخ عايض مسمار واعتقال تسعة أشخاص، بينهم الداعية خالد مصارط، تحت إشراف القيادي الحوثي أبو غالب الغيلي.
يمثل التصعيد الحالي انتهاكاً صارخاً لاتفاقية التعايش الموقعة في يونيو 2014، والتي نصت على التعايش السلمي وحرية الفكر والثقافة. تلتها اتفاقات أخرى في 2015 و2019 شملت تشكيل لجان مشتركة لضمان التعايش.
لكن هذه اللجان تحولت إلى أدوات قمع، حيث فرض الحوثيون قيوداً صارمة على الخطاب الديني، بما في ذلك منع “التحريض” عليهم والدعاء ضد أمريكا وإسرائيل في نهاية كل خطبة.
وصف التيار السلفي ما يحدث بأنه “حرب مسعورة” بتوجيهات شخصية من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مؤكداً أن الهدف هو تصفية آخر وجود سلفي في مناطق سيطرة الحوثيين، بعد إزالة معظم مراكزهم منذ ترحيلهم من صعدة في 2014.
تأتي هذه التطورات في سياق تزايد التوترات الطائفية في اليمن، حيث تستمر الأزمة السياسية والإنسانية التي تشهدها البلاد منذ سنوات.