في ضربة استراتيجية موجعة، أفادت مصادر عسكرية مطلعة بتدمير الغارات الأمريكية المتواصلة ما يزيد عن 70% من الأسلحة الثقيلة والقوات الخاصة التي نقلتها ميليشيا الحوثي إلى جبهتي مأرب والساحل، خلال الأسابيع الماضية، فيما تواصل الطائرات المسيّرة اغتيال قيادات ميدانية بارزة، مما يفاقم أزمة الميليشيا في معاقلها الحيوية ويُضعف قدرتها على الصمود أمام تقدم قوات الشرعية.
وكشفت تحليلات استخباراتية، أن ميليشيا الحوثي قامت بنقل كميات هائلة من العتاد العسكري، بما في ذلك أسلحة متطورة ووحدات خاصة، إلى جبهتي مأرب والساحل الغربي، في محاولة يائسة لتعزيز مواقعها قبيل معارك حاسمة؛ إلا أن القوات الأمريكية، عبر سلسلة غارات دقيقة، نجحت في إبادة ما لا يقل عن 70% من تلك الترسانة، وفقاً لتقارير ميدانية، بينما أطاحت الضربات الصاروخية بقياداتٍ اعتُبرت عصب التوجيه الميداني للحوثيين.
جبهة مأرب
تُعد جبهة مأرب، التي تبعد مسافةً قصيرة عن العاصمة صنعاء، الهدف الأبرز للميليشيا، حيث يُنظر إلى أي انتصار لقوات الشرعية فيها كخطوة حاسمة نحو استعادة العاصمة، إلا أن الخسائر الفادحة في السلاح والقيادات جعلت من الصعب على الحوثيين الحفاظ على زخمهم الهجومي، خاصة مع استهداف الأمريكيين المتعمد للخطوط الأمامية بقنابل متطورة تُلقى قبل ساعات من أي عملية برية محتملة، مما يُفقد الميليشيا عنصر المفاجأة ويُربك تحركاتها.
جبهة الساحل
أما جبهة الساحل الغربي، فتُمثل تهديداً وجودياً للميليشيا، بسبب قربها من ميناء الحديدة، الشريان الرئيسي لتهريب الأسلحة والإمدادات.
وتُشير مصادر إلى أن استنزاف الذخيرة هناك، مقترناً باغتيال قادة ذوي خبرة، دفع بالميليشيا إلى حافة الانهيار، في وقتٍ تُحاول فيه تعويض الخسائر عبر شبكات إمداد هشة تواجه بدورها حصاراً دولياً مشدداً.
نزيف غير مسبوق
يواجه الحوثيون تحديات جسيمة في تعويض ما فُقد من أسلحة وقيادات، وسط تكثيف الضربات الجوية التي تستهدف مستودعاتهم الخلفية وخطوط إمدادهم.
ويُعلق محللون عسكريون على الوضع بالقول: “الحوثيون يعيشون وهمَ المعركة البرية، بينما تُدمر بنيتهم التحتية من الجو.. حتى خططهم الدفاعية باتت مُكشوفة، والحديث عن معارك برية يبدو كمحاولة يائسة لرفع معنويات المقاتلين”.
وفي ظلّ هذا النزيف المتواصل، يتوقع مراقبون أن تلجأ الميليشيا إلى الانسحاب التكتيكي من مناطق مكشوفة، والتمترس في نقاط أقرب إلى صنعاء، حيث تكون المواقع أكثر تحصيناً وتكاليف الإمداد أقل؛ غير أن هذا السيناريو قد يُفاقم أزمتها الداخلية، خاصة مع تزايد السخط الشعبي في المناطق التي تسيطر عليها، والتي تعاني من تدهور اقتصادي حاد.
بينما تُحاول ميليشيا الحوثي الترويج لسرديات النصر الوهمي، تكشف الأرقام الصادمة لخسائرها العسكرية والقيادية عن واقعٍ مُدمر، قد يُسرّع من انهيارها في معاقلها الرئيسية، خصوصاً مع استمرار الحملة الدولية في تقطيع أوصال مشروعها التوسعي، وتحويله إلى كابوسٍ لا طاقة لها على تحمله.