أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن بلاده “مصممة على عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً”، مشيراً إلى وجود فرصة أخيرة للتوصل إلى حل دبلوماسي مع طهران خلال الأسبوعين المقبلين، في ظل تحولات واضحة في المواقف الغربية تجاه الملف النووي الإيراني.
وأوضح لامي في تصريحات صحفية أنه تحدث مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو “بشأن حل القضية النووية الإيرانية على المدى الطويل”، مؤكداً أن الحكومة البريطانية تعتبر “الوضع في الشرق الأوسط خطيراً” ويتطلب تدخلاً عاجلاً.
تنسيق أمريكي-أوروبي محكم
من جانبه، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن روبيو “اتفق في اتصال مع نظيره الفرنسي على التعاون لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي”، ما يشير إلى تنسيق دبلوماسي محكم بين الحلفاء الغربيين في هذا الملف الحساس.
وكشفت المصادر الدبلوماسية أن الوزير البريطاني ناقش مع نظيره الأمريكي “كيفية تجنب تفاقم الصراع في الشرق الأوسط”، في إشارة إلى الربط المتزايد بين الملف النووي الإيراني والتوترات الإقليمية المتصاعدة.
إنذار أخير لطهران
شدد لامي على أنه “يتعين على إيران التوصل إلى اتفاق لتجنب تفاقم الصراع”، في رسالة واضحة تحمل طابع الإنذار الأخير للحكومة الإيرانية بضرورة الاستجابة للمبادرات الدبلوماسية الجارية.
ويرى محللون سياسيون أن التصريحات البريطانية والأمريكية تعكس “تحولاً في الاستراتيجية الغربية من الضغط التدريجي إلى وضع مهل زمنية محددة”، مؤكدين أن الحديث عن أسبوعين كإطار زمني للحل الدبلوماسي يشير إلى “حالة من الاستعجال الاستراتيجي”.
ويشير خبير في الشؤون الإيرانية، إلى أن التنسيق الثلاثي بين لندن وواشنطن وباريس “يهدف إلى خلق ضغط دبلوماسي موحد على طهران”، معتبراً أن هذا التحرك يأتي في سياق المخاوف المتزايدة من تقدم البرنامج النووي الإيراني.
تأهب استراتيجي
من ناحية عسكرية، يلفت محلل استراتيجي إلى أن الحديث عن “تجنب تفاقم الصراع” يحمل دلالات عسكرية واضحة، مشيراً إلى أن القوى الغربية “تضع جميع الخيارات على الطاولة” في حال فشل المسار الدبلوماسي.
ويؤكد خبير عسكري آخر، أن التحرك الدبلوماسي الحالي “قد يكون المحاولة الأخيرة قبل تصعيد عسكري محتمل”، مشيراً إلى أن الموقف الغربي الموحد يعكس “جدية في التعامل مع التهديد النووي الإيراني”.
تأتي هذه التطورات في ظل تطورات عسكرية مهمة في المنطقة، حيث تشير التقارير إلى أن المنشآت النووية الإيرانية تعرضت لضربات إسرائيلية استهدفت مفاعل الماء الثقيل في منطقة أراك، ما يضع البرنامج النووي الإيراني تحت ضغط شديد وسط مخاوف دولية من تفاقم الصراع الإقليمي.
ويرى محلل للشؤون الإقليمية أن “التوقيت الحساس للمبادرة الدبلوماسية يرتبط بالتطورات الميدانية في المنطقة”، مؤكداً أن الحكومات الغربية تسعى إلى “حل الملف النووي قبل تفاقم التوترات الإقليمية”.