في تطور مفاجئ يشير إلى تحول جوهري في الموقف الإيراني، كشفت مصادر دبلوماسية غربية أن إيران أرسلت ردًا لواشنطن يشير إلى درجة من الموافقة على بعض مطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وذلك رغم الضربات الإسرائيلية المستمرة على المواقع النووية والعسكرية الإيرانية.
هذا التحول يأتي في تناقض صارخ مع الموقف الإيراني السابق الذي رفض بشكل قاطع الدخول في أي حوار مع الولايات المتحدة طالما استمرت إسرائيل في استهداف المنشآت الإيرانية، حيث وصفت طهران سابقًا أن الدخول في المفاوضات مع واشنطن في ظل هذه الظروف يعد “استسلامًا” ترفضه إيران.
تطورات الأزمة النووية
تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا منذ الأسبوع الماضي، حيث شنت إسرائيل ضربات جوية واسعة استهدفت المنشآت النووية الإيرانية.
ووفقًا لمسؤولين عسكريين إسرائيليين، تم تدمير ثلثي منصات الصواريخ الإيرانية، بينما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تضرر البنية التحتية الكهربائية في منشأة نتنز النووية.
وردت إيران بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل في عملية أطلقت عليها “العقاب الشديد”، وسط تحذيرات إيرانية من أن “لا مكان في إسرائيل سيكون آمنًا”.
في ظل هذا التصعيد، صعدت إدارة ترمب من ضغوطها على إيران، حيث أكد مسؤولون في البيت الأبيض أن الجيش الأمريكي “لا يشك في قدرة القنابل الخارقة للتحصينات على تدمير موقع فوردو” النووي الإيراني المدفون تحت الأرض.
هذه التصريحات تأتي وسط اجتماعات مكثفة في البيت الأبيض، حيث عقد وزيرا الخارجية الأمريكي والبريطاني اجتماعًا بحضور المبعوث الأمريكي للشؤون الإسرائيلية-الفلسطينية ستيفن ويتكوف، لمناقشة التطورات الأخيرة.
أسباب التحول الإيراني
الضربات الإسرائيلية الأخيرة أظهرت قدرة إسرائيل على اختراق الدفاعات الإيرانية والوصول إلى المنشآت النووية الحيوية، مما وضع البرنامج النووي الإيراني في خطر حقيقي.
التهديدات الأمريكية بضرب منشأة فوردو بالقنابل الخارقة للتحصينات تشكل تهديدًا وجوديًا للبرنامج النووي.
العزلة الدولية المتنامية
رغم محاولات إيران نقل موادها المخصبة إلى “أماكن آمنة” كما أكد القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، إلا أن الضغوط الدولية تتزايد مع تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني.
التكلفة الاقتصادية والبشرية
الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 78 شخصًا وإصابة أكثر من 320 آخرين، معظمهم من المدنيين، وفقًا للمندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، مما يضع ضغطًا داخليًا على النظام الإيراني.
الاستراتيجية الأمريكية الجديدة
إدارة ترمب تتبنى نهجًا يجمع بين “الضغط الأقصى” والحوار، حيث تشير المعلومات إلى أن قرار ترمب بشأن توجيه ضربات لإيران سيعتمد جزئيًا على نتائج المحادثات المرتقبة.
التطورات المرتقبة
من المتوقع أن تقدم إيران ردًا نهائيًا يوم الجمعة في اجتماع بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ووزراء خارجية أوروبيين، وفقًا لمصادر إسرائيلية، وهو ما قد يحدد مسار الأزمة في الأسابيع المقبلة.
على الصعيد الأمني، عينت إيران العميد مجيد خادمي رئيسًا جديدًا لجهاز استخبارات الحرس الثوري، في خطوة قد تكون مرتبطة بالتطورات الأمنية الراهنة.
التحول الإيراني نحو إبداء مرونة في الحوار مع واشنطن يعكس إدراكًا لحجم التهديدات المحدقة بالبرنامج النووي والأمن القومي الإيراني.
هذا التغيير في الموقف، رغم استمرار الضربات الإسرائيلية، يشير إلى أن طهران قد تكون مستعدة لتقديم تنازلات تكتيكية لتجنب مواجهة عسكرية شاملة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
النجاح في المحادثات المرتقبة سيتطلب توازنًا دقيقًا بين مطالب الأطراف المختلفة، خاصة في ظل تصريحات القائد السابق للحرس الثوري بأن “أقصى ما تستطيع أمريكا فعله هو استهداف منشأة فوردو ولن تخترقها القنابل”، مما يشير إلى استمرار التحدي رغم المرونة الظاهرية.