قال الكاتب الصحفي والباحث السياسي اليمني، محمود الطاهر، إن أي تحالف دولي جديد ضد مليشيا الحوثي لن يحقق أهدافه إذا اقتصر على الضربات الجوية، مؤكدًا أن الحل الحقيقي يكمن في تنفيذ عملية عسكرية برية مدعومة بغطاء سياسي ودولي قوي.
وقال الطاهر في حديث سابق لقناة سكاي نيوز عربية، إن الدعوة الإسرائيلية الأخيرة لتشكيل تحالف دولي لمواجهة الحوثيين جاءت بعد أن أدركت تل أبيب أن هجمات المليشيا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر لم تعد مشكلة يمنية أو إسرائيلية فقط، بل باتت تهديدًا عالميًا.
وأشار إلى أن التحالفات السابقة، مثل “حارس الازدهار” الذي تشكل في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جو بايدن وضم 19 دولة، كان دفاعيًا أكثر منه هجوميًا، ولم يشكل رادعًا حقيقيًا.
وأضاف أن التجربة الأمريكية المباشرة في عهد الرئيس دونالد ترامب، عبر شن ضربات نوعية استهدفت مخازن الأسلحة والصواريخ الباليستية الحوثية، كانت أكثر فاعلية وأجبرت الحوثيين وحلفاءهم الإيرانيين على البحث عن مخرج من المأزق، مشيرًا إلى أن هذه الضربات أثبتت أن العمل الهجومي المبادر يمكنه إضعاف قدرات الحوثيين بشكل ملموس.
وحذر الطاهر من أن استمرار الاعتماد على الضربات الجوية الإسرائيلية أو الأمريكية بشكل منفصل لن يحقق الحسم، لافتًا إلى وجود قوات يمنية جاهزة على الأرض، مثل ألوية العمالقة والمقاومة الوطنية، قادرة على تنفيذ عمليات برية حاسمة إذا حصلت على غطاء سياسي ودعم من مجلس الأمن والمجتمع الدولي.
وأشار إلى أن تحرير محافظة الحديدة بشكل كامل سيكون خطوة استراتيجية لتأمين البحر الأحمر، وقطع خطوط الإمداد الإيرانية، ومنع الحوثيين من استخدام الساحل لتهديد الملاحة الدولية.
وأضاف أن أي تأخير في هذا التحرك قد يمنح روسيا أو الصين فرصة للتدخل ودعم الحوثيين نكاية بواشنطن، ما قد يدفع المنطقة نحو مواجهة أوسع في البحر الأحمر.
واختتم الطاهر بالتأكيد على أن الموقف يتطلب تنسيقًا عاجلًا بين القوى اليمنية والقوى الدولية، مع إرادة حقيقية من الحكومة اليمنية للتحرك، بدلًا من الاكتفاء بالموقف الحالي الذي يسمح للحوثيين باستغلال الضربات الأجنبية دعائيًا للادعاء بأنهم “يدافعون عن الإسلام” ويواجهون “أمريكا وإسرائيل”.
تأتي الدعوة الإسرائيلية لتشكيل تحالف دولي ضد الحوثيين في ظل تصاعد هجمات المليشيا على السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، والتي تقول إسرائيل إنها جزء من استراتيجية إيرانية لتهديد الممرات البحرية العالمية والضغط على المجتمع الدولي في ظل استمرار حرب غزة.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن تل أبيب أبلغت واشنطن بضرورة تنفيذ هجمات جوية أكثر كثافة ضد الحوثيين، وعودة الولايات المتحدة إلى شن ضربات نوعية مشابهة لتلك التي نفذتها سابقًا، مع ضم دول إضافية إلى التحالف، بهدف شل قدرات الحوثيين العسكرية ومنعهم من تهديد الملاحة الدولية.
وترى إسرائيل أن هذه التهديدات لم تعد شأنًا إسرائيليًا فحسب، بل باتت تمثل خطرًا على التجارة العالمية، خاصة في ظل فشل الضربات الجوية المنفردة في تحقيق الردع، مما يجعل التحرك الجماعي الدولي أمرًا ضروريًا.