كشفت التهديدات المباشرة التي أطلقها زعيم تنظيم القاعدة في اليمن، سعد بن عاطف العولقي، ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، عن وجه جديد للإرهاب العالمي يتطلب تعاملاً عاجلاً من المجتمع الدولي.
فللمرة الأولى منذ توليه قيادة التنظيم، ظهر العولقي في رسالة مصورة استمرت نصف ساعة، تضمنت دعوات صريحة لـ”الذئاب المنفردة” لاغتيال شخصيات أمريكية بارزة، بما في ذلك نائب الرئيس جيه دي فانس ووزيري الخارجية والدفاع.
لكن الصدمة الحقيقية لا تكمن في التهديدات ذاتها، بل في السياق الذي تأتي فيه: تحالف استراتيجي محكم بين جماعة الحوثيين وتنظيم القاعدة، تطور من مجرد تفاهمات تكتيكية إلى شراكة مؤسسية حقيقية.
هذا التحالف تجسد عملياً من خلال إنشاء غرفة عمليات مشتركة، وإفراج الحوثيين عن عشرات القيادات الكبيرة في التنظيم، بل والأخطر من ذلك، تعيين قيادات بارزة من القاعدة في هياكل الحكومة الحوثية الفعلية.
هذا التطور يعيد رسم خريطة التهديد الإرهابي في المنطقة والعالم، فبدلاً من تنظيمات منفصلة تعمل بشكل مستقل، نواجه الآن كتلة إرهابية موحدة تجمع بين خبرات الحوثيين في الحرب البحرية والصاروخية، وشبكات القاعدة العالمية المتخصصة في تكتيكات “الذئاب المنفردة” والعمليات الإرهابية خارج الحدود.
خطورة هذا التحالف تكمن في قدرته على تنفيذ عمليات معقدة ومتعددة الأبعاد، فبينما يمكن للحوثيين توفير الغطاء اللوجستي والدعم المالي والعسكري، تتولى شبكات القاعدة التنفيذ في مناطق مختلفة من العالم، وهو تكامل يجعل من الصعب جداً تتبع ومنع العمليات المحتملة.
استهداف شخصيات غير تقليدية مثل إيلون ماسك يكشف عن تطور في فهم التنظيم لشبكة النفوذ الأمريكية، حيث لم يعد يركز فقط على الأهداف السياسية والعسكرية، بل يستهدف الرموز الاقتصادية والتكنولوجية المؤثرة.
هذا التطور في الاستراتيجية الإرهابية يتطلب إعادة تقييم شاملة لمفهوم الحماية والأمن.
المجتمع الدولي أمام تحدٍ غير مسبوق يتطلب استجابة سريعة وحازمة، والتعامل مع الحوثيين كطرف سياسي منفصل عن الإرهاب لم يعد مقبولاً في ضوء هذه المعطيات الجديدة.
الضرورة تقتضي الآن التعامل مع التحالف الحوثي-القاعدة كشبكة إرهابية موحدة، وقطع شرايين التنسيق والتمويل بينهما قبل أن تتحول تهديدات العولقي من مجرد خطابات إلى مآسٍ حقيقية تهز الأمن العالمي.