كشف مسؤول كبير في البيت الأبيض، مساء الأربعاء 11 يونيو 2025، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر أوامر مباشرة برفع حالة التأهب القصوى في صفوف القوات المسلحة الأميركية، مع إجراء تغييرات واسعة في تموضع وانتشار القوات البحرية والجوية في منطقة الشرق الأوسط، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
وأوضح المسؤول، الذي تحدّث للصحفيين بشرط عدم الكشف عن هويته، أن القرار جاء “في إطار تقييم أمني رفيع المستوى يشير إلى احتمال توسع رقعة التهديدات ضد المصالح الأميركية وحلفائها في المنطقة”، دون تحديد الجهة المقصودة بشكل مباشر.
وبحسب المصدر، فقد أمر ترامب بإعادة نشر مجموعات بحرية ضاربة، من ضمنها حاملة طائرات، إلى مياه الخليج العربي والبحر الأحمر، إلى جانب تعزيز التواجد الجوي في قواعد عسكرية حيوية في كل من قطر والبحرين، وربما قاعدة الظفرة في الإمارات.
تصعيد مدروس
مصادر عسكرية أميركية تحدّثت عن تحريك قطع استراتيجية مثل طائرات B-1 القاذفة، ومنظومات باتريوت إضافية إلى قواعد قريبة من خطوط التماس، في إشارة واضحة إلى أن واشنطن تستعد لردع أو مواجهة تهديدات محتملة.
ويقول مراقبون، إن ما أعلنه المسؤول في البيت الأبيض عن أوامر ترامب برفع حالة التأهب وإعادة تموضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط يرتبط بشكل مباشر بسياق التصعيد مع إيران، ويُنظر إليه كجزء من رد استباقي متعدد الأوجه على مجموعة من التطورات المتسارعة، أبرزها:
تعثر المفاوضات النووية وتشدد طهران
إيران أعلنت مؤخرًا أنها لن تتراجع عن مستويات تخصيب اليورانيوم التي وصلت إلى 60%، وهي قريبة من مستوى الاستخدام العسكري.
تصريحات طهران المتحدّية جاءت بالتزامن مع تصعيد الخطاب الأميركي، حيث توعد ترامب وقيادات في البنتاغون بـ”خيارات على الطاولة” إذا استمر هذا التعنت.
تصاعد الهجمات الحوثية كذراع إيراني
جماعة الحوثي كثفت منذ مطلع مايو ضرباتها على جنوب إسرائيل باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية، وقد أشارت عدة تقارير استخباراتية إلى أن بعض تلك الهجمات تحمل بصمة دعم وتخطيط إيراني مباشر.
واشنطن ترى في ذلك توسيعًا لنفوذ إيران عبر أذرعها المسلحة (الحوثي – حزب الله – الحشد الشعبي) في المنطقة، ما يُشكل تهديدًا شاملًا لمصالحها ولأمن إسرائيل.
ردع استباقي وليس تحركًا هجوميًا
إعادة الانتشار الأميركي يُقصد بها “رفع الجاهزية” وليس إعلان حرب، لكن الرسالة واضحة، وهي أن واشنطن لن تسمح لطهران بإملاء قواعد الاشتباك في المنطقة، لا في النووي، ولا في تهديد الملاحة الدولية، ولا في دعم الحرب بالوكالة.
ويخلص المراقبون إلى أن أوامر ترامب تأتي ضمن استراتيجية “الضغط الأقصى” المعاد تفعيلها، وتحمل رسائل حازمة بأن أي تصعيد إيراني – سواء نووي أو عبر أذرعها – سيُقابل بردع مباشر، وبأدوات عسكرية جاهزة على الأرض.