غرقت السفينة “MAGIC SEA” الليبيرية الجنسية المملوكة لشركة يونانية في المياه الإقليمية الإريترية، بعد تعرضها لهجوم مركب شنته مليشيا الحوثي اليمنية، في تصعيد جديد لسلسلة الهجمات التي تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وبحسب مصادر بحرية حصرية، تعرضت السفينة المحملة بالبضائع السائبة والمتجهة من ميناء “تشوهاي” الصيني نحو قناة السويس، لهجوم منسق من قبل مسلحين حوثيين استخدموا زوارق سريعة مسلحة بقذائف آر بي جي، إلى جانب طائرات مسيرة وعبوات ناسفة بحرية متصلة بحقل ألغام.
كما رفض قبطان السفينة الاستسلام لمطالب الحوثيين بإيقاف السفينة واقتيادها إلى السواحل الخاضعة لسيطرتهم، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين أفراد الأمن على متن السفينة ومسلحي الحوثي.
وخلال المعركة البحرية التي دارت بين أرخبيل زقر والسوابع (الزبير)، تكبدت مليشيا الحوثي خسائر بشرية حيث قُتل أحد عناصرها وأصيب أربعة آخرون، قبل أن تنسحب من موقع الاشتباك.
اندلع حريق في السفينة نتيجة للهجوم، مما اضطر جميع أفراد الطاقم إلى إخلاء السفينة بالكامل. وتشير التقارير إلى أن السفينة تغرق حاليًا ويجرفها المد البحري نحو سواحل “طايعو” شرق إريتريا.
تأتي هذه الحادثة في إطار التصعيد المستمر لمليشيا الحوثي في البحر الأحمر، حيث نفذت المليشيا أكثر من 100 هجوم على السفن التجارية منذ نوفمبر 2023. وقد تسببت هذه الهجمات في غرق سفينتين سابقًا وأسر سفينة أخرى، بالإضافة إلى مقتل أربعة بحارة على الأقل.
السفينة الأولى التي غرقت كانت “إم في روبيمار” البليزية الجنسية المملوكة لبريطانيا في مارس 2024، تلتها السفينة “إم في توتور” في يونيو 2024. كما تحتجز المليشيا سفينة “جالاكسي ليدر” التي استولت عليها في نوفمبر 2023.
تسببت هجمات الحوثي في أكبر اضطراب للتجارة العالمية منذ جائحة كوفيد-19، حيث انخفض عدد السفن العابرة لقناة السويس من حوالي 2,068 سفينة في نوفمبر 2023 إلى نحو 877 سفينة في أكتوبر 2024، وفقًا لبيانات مؤسسة لويدز ليست انتليجنس.
وقد اضطرت مئات السفن التجارية إلى تغيير مسارها والإبحار حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، مما أدى إلى زيادة كبيرة في أوقات الرحلات وتكاليف الشحن.
أدت هجمات الحوثي إلى استجابة عسكرية من عدة دول، بما في ذلك حملة جوية بقيادة الولايات المتحدة بدأت في يناير 2024، ومهمة بحرية أوروبية تحت اسم “أسبيديس” لحماية السفن التجارية في المنطقة.
وتؤكد المصادر أن الهجوم على السفينة “MAGIC SEA” وقع في المياه الاقتصادية الإريترية، مما يمثل توسعًا في نطاق عمليات الحوثي خارج المياه اليمنية التقليدية.