في تحرك إعلامي لافت، نشرت السفارة الأمريكية في اليمن كاريكاتيرًا سياسيًا يصوّر زعيم المليشيا الحوثية عبدالملك الحوثي وهو يقوم بطمس عبارة “طائرات مسيرة إيرانية” عن صناديق أسلحة، زاعمًا أنها “صناعة محلية”، في مشهد ساخر يعكس حجم التضليل الذي تمارسه المليشيا بحق الداخل اليمني والمجتمع الدولي.
المنشور المرفق بالكاريكاتير تساءل ساخرًا: “ما هي الأكاذيب الأخرى التي يقولونها؟”، مختتمًا بهاشتاغ لاذع: #عبدالملك_الحوثي_كذاب، في إشارة مباشرة إلى الاتهامات الأمريكية المتكررة للحوثيين بتلقي دعم عسكري إيراني، وتقديمه كمنتج “محلي” في محاولة لتبرير امتلاك تكنولوجيا عسكرية متقدمة.
ويأتي هذا التصعيد الإعلامي الأمريكي بالتزامن مع إعلان المقاومة الوطنية، بقيادة العميد طارق صالح، عن اعتراض شحنة أسلحة حديثة جدًا أرسلتها إيران للحوثيين، شملت قاذفات وصواريخ دقيقة التوجيه وطائرات مسيرة متطورة. هذا الحدث وصفه مراقبون بأنه نقلة نوعية في الحرب الاستخباراتية التي تخوضها القوات الحكومية في اليمن ضد النفوذ الإيراني.
الكاريكاتير يعكس تحولا في لهجة واشنطن تجاه الحوثيين، من الإدانة السياسية والدبلوماسية إلى فضحهم عبر أدوات إعلامية جماهيرية تتجاوز النخب، وتخاطب الشعوب بلغة بسيطة وفعالة. كما يعكس أيضًا تلاقي الجهود بين السفارة الأمريكية، والحكومة اليمنية، والمقاومة الوطنية، في كشف الأكاذيب الحوثية وإحراج طهران أمام المجتمع الدولي.
ويعيد هذا التحرك إلى الأذهان ما أكدته تقارير الأمم المتحدة واللجان الأممية، وآخرها تقرير لجنة الخبراء الذي كشف أن الحوثيين استخدموا معدات وتقنيات إيرانية في تنفيذ هجماتهم البحرية على السفن التجارية، وتطوير قدراتهم الصاروخية والطائرات المسيرة.
من جهة أخرى، اعتبر محللون يمنيون أن المنشور يساهم في هدم “أسطورة الاكتفاء الذاتي” الحوثية التي تتبناها المليشيا في دعايتها الإعلامية، ويعزز من قناعة الرأي العام اليمني بأن هذه الجماعة ليست سوى أداة لتنفيذ أجندة إيرانية توسعية على حساب سيادة اليمن واستقراره.