استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء 4 يونيو 2025، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مما أدى إلى فشل المجلس في تبني القرار رغم تأييد 14 دولة من أصل 15 عضو له.
ووصف مسؤول في الخارجية الأمريكية مشروع القرار بأنه “مخز وغير جاد”، مؤكدًا أن واشنطن اتخذت موقفًا واضحًا منذ بداية الصراع وهو أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.
وأشار المسؤول، إلى أن مشروع القرار من شأنه أن يقوض الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ويشجع حماس على تنفيذ هجمات مستقبلية.
من جانبها، أكدت ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن أن بلادها تعترض على مشروع القرار، موضحة أنه يطلب وقفًا دائمًا وغير مشروط لإطلاق النار مما يسمح لحماس بشن هجمات.
وشددت على أن المجلس لا يمكنه مكافأة حماس وهي تواصل تهديد إسرائيل، معتبرة أنه من غير المقبول عدم إدراج الأمم المتحدة لحماس على قائمة الإرهاب.
ردود الفعل الإسرائيلية
بدوه أشاد وزير الخارجية الإسرائيلي بموقف واشنطن، شاكرًا الولايات المتحدة على وقوفها إلى جانب إسرائيل واستخدامها الفيتو ضد ما وصفه بـ”القرار الأحادي الجانب”.
وأكد أن القرار المقترح لا يسهم إلا في تقوية حماس وتقويض الجهود الأمريكية للتوصل إلى صفقة تبادل.
رد حماس
أدانت حركة حماس بأشد العبارات استخدام واشنطن حق النقض، واصفة الفيتو الأمريكي بأنه “يجسد انحياز الإدارة الأمريكية الأعمى لحكومة الاحتلال ويدعم جرائمها ضد الإنسانية في غزة”.
واستهجنت الحركة تصدي الإدارة الأمريكية لإرادة العالم بأسره، حيث أيدت 14 دولة من أصل 15 بمجلس الأمن القرار.
واعتبرت أن موقف أمريكا يشكل ضوءاً أخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لمواصلة ما وصفته بـ”حرب الإبادة الوحشية ضد المدنيين الأبرياء بغزة”.
المواقف الدولية
من جانبه، أكد ممثل سلوفينيا في مجلس الأمن الدولي أن الحرب في غزة يجب أن تنتهي فوراً ويجب إطلاق سراح الرهائن دون شروط.
وأيدت مندوبة بريطانيا مشروع القرار الذي يدعو لوقف الحرب وإيصال المساعدات، معتبرة أن الوضع في غزة لا يطاق.
تعليقات الخبراء
وفي ذات السياق، قال المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء، إنه ليس مفاجئًا أن تستخدم الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن، مشيراً إلى أن الجمعية العامة لديها سلطة تنفيذ قرارات عندما يفشل مجلس الأمن.
واتهم إسرائيل باستخدام المساعدات الإنسانية كسلاح وإطلاق النار على المحتاجين للمساعدات.
يأتي هذا الفيتو الأمريكي في وقت تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة، حيث أكدت ممثلة واشنطن في مجلس الأمن أن بلادها عملت مع قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق ينهي النزاع في غزة.