كتب إبراهيم الجهمي، المستشار السابق لشئون المغتربين في السفارة اليمنية بالقاهرة، شهادة مفصلة دافع فيها عن مجموعة هائل سعيد أنعم، مؤكداً أن الحملات التي تستهدفها تصب في مصلحة أعداء الوطن. وأوضح الجهمي أن هذه الشهادة تأتي رداً على الحملات المغرضة ضد المجموعة، مشيراً إلى أن السكوت على مهاجمة من أسس الاقتصاد الوطني ووقف مع الشعب في أصعب الأوقات يُعتبر جريمة.
وأشار الجهمي إلى أن مجموعة هائل سعيد أنعم، التي تمتد أعمالها إلى أكثر من 54 دولة حول العالم، لا تتجاوز استثماراتها في اليمن 10% من إجمالي نشاطها، ومع ذلك ظلت سنداً للوطن وأبنائه في أحلك الظروف. واعتبر أن الاستهداف الحالي للمجموعة “ليس بريئاً، بل وراءه أجندات خبيثة تسعى لضرب العمود الفقري للاقتصاد اليمني”.
وروى الجهمي موقفاً خالداً في الذاكرة يعود لعام 2011، حين اندلعت ثورة يناير في مصر وانهارت مؤسسات الدولة وخلت الأسواق من المواد الغذائية. وقال إنه تلقى اتصالاً من الأستاذ محفوظ علي محمد سعيد، الذي كان خارج مصر حينها، ليسأل عن أحوال الجالية اليمنية واحتياجاتها.
دعم فوري رغم الظروف الصعبة
بادر محفوظ علي محمد سعيد، وفقاً لشهادة الجهمي، بتوجيه تعليمات لتوفير الزيت والسمن من المصنع، والتواصل مع كبار التجار لتأمين الدقيق، ووضع تحت تصرف الجالية نصف مليون جنيه نقداً (يعادل مئة ألف دولار) وهو مبلغ السيولة المتوفر حينها بسبب إغلاق البنوك، فضلاً عن توفير أسطول النقل الخاص بالمصانع.
وأوضح الجهمي أن الظروف الأمنية البالغة الصعوبة والخوف من استيلاء الجماعات على المواد في الطريق جعلهم يتوقفون عن نقلها، فلم يستلموا أياً منها. وبعد يومين فقط، انفرجت أزمة الغذاء وعادت الأسواق للعمل، مما أنهى الحاجة الملحة للمساعدات.
وذكر أن الأوضاع تحسنت لاحقاً، وتمكنوا بالتعاون مع السفارة من تنظيم جسر جوي أعاد المئات من المواطنين اليمنيين إلى أرض الوطن. كما كشف عن عرض تلقاه بعد سنوات من تلك الأحداث من الأستاذ محفوظ علي محمد سعيد للإشراف على صندوق المساعدات الذي تقدمه مجموعة هائل سعيد أنعم في مصر، لكنه اعتذر عنه بكل احترام رغم الإلحاح.
وأكد الجهمي أنه كان يرفض على الدوام كل ما يُعرض عليه من هبات أو امتيازات من المجموعة ومن غيرها، إيماناً منه بأن خدمته لمن يخدم الشعب اليمني هي من باب رد الجميل. وختم شهادته بالقول إنه يكتبها لوجه الله بلا مصلحة أو غرض شخصي، مؤكداً أن اليمن في حاجة لهذه المجموعة أكثر مما هي في حاجة إليه، وأن الأصوات التي تحاول النيل منها تصب في مصلحة أعداء الوطن.