قال مسعفون فلسطينيون إن أربعة أشخاص قُتلوا وأُصيب آخرون برصاص القوات الإسرائيلية يوم الأحد عندما تعرض فلسطينيون كانوا في طريقهم إلى موقع لتوزيع المساعدات في جنوب قطاع غزة لإطلاق نار.
وهذه هي أحدث واقعة إطلاق النار بالقرب من نقاط توزيع المساعدات في جنوب غزة منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عمليات توزيع المساعدات. ووصف فلسطينيون المناطق المحيطة بهذه المواقع بأنها فوضوية وخطيرة، إذ شهدت العشرات من عمليات إطلاق النار التي أسقطت قتلى خلال الأسبوع الماضي.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته فتحت النار في جنوب غزة لكنه قال إن طلقات تحذيرية أُطلقت على مجموعة من الأشخاص كانت تتحرك باتجاه الجنود وتم اعتبارها تهديدا لهم.
وقال مسعفون فلسطينيون إنهم نقلوا جثث أربعة أشخاص قُتلوا في وقت مبكر من اليوم الأحد بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام مرتبطة بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بأن الجيش الإسرائيلي فتح النار قرب موقع لتوزيع المساعدات في رفح تديره مؤسسة غزة الإنسانية.
وقال بيان الجيش الإسرائيلي إن من أطلق صوبهم أعيرة تحذيرية قبل فجر اليوم الأحد تلقوا تحذيرات شفهية لمغادرة المنطقة التي اعتبرت منطقة عسكرية نشطة في ذلك الوقت.
وذكر الجيش أن على السكان التنقل فقط من وإلى مراكز التوزيع التابعة للمؤسسة بين السادسة صباحا والسادسة مساء بالتوقيت المحلي مع اعتبار تلك المسارات في باقي ساعات اليوم مناطق “عسكرية مغلقة”.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 104 أشخاص على الأقل قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم خمسة بالقرب من مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في جنوب ووسط القطاع.
وروت سناء دغمة عن مقتل زوجها خالد البالغ من العمر 36 عاما بطلقة في الرأس لدى محاولته الوصول إلى موقع لتوزيع المساعدات في رفح ليجلب الطعام لأطفالهما الخمسة.
وقالت سلوى، وهي من أقاربه، خلال الجنازة “رايح يجيب رزق لولاده وزوجته يعيشهم ويطعميهم لأن مفيش عندهم حبة طحين في الدار”.
وقالت (فصائل المقاومة الفلسطينية) التي تقودها حماس في بيان “تحولت مراكز توزيع المساعدات الأمريكية إلى أفخاخ ومصائد للموت تستهدف أبناء شعبنا الجوعى”.
وأضافت “ندعو إلى الضغط على الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية إلى عودة توزيع المساعدات الإغاثية عبر المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة”.
وأعلنت مؤسسة غزة الإنسانية أنها وزعت 1.15 مليون وجبة في ثلاثة مواقع في جنوب ووسط غزة دون وقوع أي حوادث يوم الأحد. وتوزع المؤسسة هذه المساعدات بموجب مبادرة إسرائيلية تتخطى كل وكالات الإغاثة التقليدية التي تقول إن تسليمها للمساعدات في القطاع الذي تحاصره إسرائيل مقيد.
شاحنات محملة بالطعام
قالت مؤسسة غزة الإنسانية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها إنها تجري أيضا تجربة لنموذج التوزيع المباشر للمجتمعات وإنها سلمت 11 شاحنة محملة بالطعام إلى شخصيات مجتمعية قيادية لتوزيعها في مناطق شمالي مدينة رفح.
وقال جون أكري المدير التنفيذي المؤقت للمؤسسة في بيان “نواصل تكييف وتحسين عملياتنا لضمان سلامة الفلسطينيين الذين نسعى لخدمتهم”.
ولم توزع المؤسسة أي مساعدات يوم السبت، متهمة حركة حماس بتوجيه تهديدات “حالت دون مواصلة العمل” في القطاع، وهو ما نفته الحركة الإسلامية.
وتستعين مؤسسة غزة الإنسانية بمقاولين عسكريين أمريكيين من القطاع الخاص في تشغيل مواقعها، واتهمتها الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية الدولية بالافتقار إلى الحياد والاستقلال. ونفت المؤسسة تلك الاتهامات.
ورضخت إسرائيل للضغوط الدولية للسماح باستئناف العمليات المحدودة التي تقودها الأمم المتحدة في 19 مايو أيار بعد حصار دام 11 أسبوعا في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، حيث حذر خبراء من أن المجاعة تلوح في الأفق. ووصفت الأمم المتحدة المساعدات المسموح بدخولها إلى غزة بأنها “قطرة في المحيط”.
وبينما قالت مؤسسة غزة الإنسانية إنه لم تقع أي حوادث في ما يسمى بمواقع التوزيع الآمنة منذ بدء عملياتها أواخر الشهر الماضي، يواجه الفلسطينيون الذين يسعون للحصول على المساعدة الفوضى وأعمال عنف دامية على الطرق المؤدية إلى مواقع التوزيع.
وأفاد مسؤولون في قطاع الصحة في غزة بأن عشرات الفلسطينيين قُتلوا بين الأول والثالث من يونيو حزيران بالقرب من نقاط التوزيع التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الوقائع وإنه أطلق طلقات تحذيرية حينها، وقال يوم الثلاثاء إن جنوده أطلقوا النار على فلسطينيين كانوا يتقدمون نحو مواقعهم.
وشنت إسرائيل الحملة العسكرية على غزة ردا على هجوم حماس عليها والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم مدنيون واحتجاز 251 رهينة.
وقالت السلطات الصحية في القطاع إن الحملة الإسرائيلية قتلت أكثر من 54 ألف فلسطيني، معظمهم مدنيون، وحولت جزءا كبيرا من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان إلى ركام.