لقي الشيخ صالح حنتوس، معلم القرآن الكريم واللغة العربية، مصرعه مع أفراد من أسرته جراء تفجير مليشيا الحوثي لمنزله ودار تحفيظ القرآن في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، في حادثة جديدة تؤكد استمرار انتهاكات الجماعة المسلحة ضد المدنيين اليمنيين.
تفاصيل الحادثة
أفادت مصادر محلية بأن قوات حوثية قامت بمحاصرة منزل الشيخ حنتوس لساعات طويلة باستخدام حوالي 30 مدرعة عسكرية، قبل الإقدام على تفجيره دون السماح لأحد بالتدخل لإنقاذ الأسرة المحاصرة.
وكان الشيخ حنتوس قد واصل تعليم الأطفال القرآن الكريم واللغة العربية في منزله بعدما أغلقت المليشيا مسجده سابقاً، حيث كان يقوم بهذه المهمة برفقة زوجته.
ردود فعل واسعة
في اتصال هاتفي مع عمة الضحية التي لا تزال محاصرة، عبرت عن مرارتها قائلة: “أخبروا كل من خدعتهم الحوثي بشعار نصرة غزة، كيف يفعل بنا عبد الملك الحوثي في منازلنا ما يفعله نتنياهو بأهلنا في غزة”.
ووصفت العمة الشيخ الراحل بأنه “رجل شهم وكريم وشجاع يرفض الاستسلام”، مؤكدة أنه لم يكن هناك أي مبرر للاعتداء عليه سوى كونه “صاحب كرامة حقيقية أراد أن يعيش بحرية ويواصل تدريس القرآن”.
تصعيد في الانتهاكات
شهدت مديرية السلفية اشتباكات عنيفة بين المليشيا والسكان المحليين على خلفية هذا الهجوم، حيث قامت القوات الحوثية بإحراق منازل مجاورة بعد مداهمتها بحوالي 100 مركبة عسكرية وفقاً لشهود عيان.
وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة انتهاكات متواصلة ترتكبها مليشيا الحوثي ضد المدنيين، بما في ذلك اقتحام المنازل وتدمير دور العبادة ومراكز تعليم القرآن، في ممارسات يقارنها مراقبون بما تقوم به إسرائيل في غزة.
مطالب بتحرك دولي
يطالب ناشطون ومواطنون يمنيون المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لوقف هذه الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وحماية المدنيين الأبرياء من جرائم المليشيا المتكررة.
وتكشف هذه الأحداث، وفقاً لمراقبين، التناقض بين شعارات المليشيا حول “نصرة غزة” وممارساتها الفعلية ضد الشعب اليمني.