كشفت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير خاص نقلاً عن مسؤولين أمريكيين ويمنيين أن تشكيلات عسكرية يمنية تستعد لشن هجوم بري واسع النطاق ضد مليشيا الحوثي الموالية لإيران، في محاولة للاستفادة من الضربات الجوية الأمريكية المكثفة التي أدت إلى إضعاف قدرات الجماعة المسلحة بشكل ملحوظ.
وأوضح التقرير أن التشكيلات العسكرية اليمنية ترى فرصة سانحة لاستعادة السيطرة على أجزاء استراتيجية من ساحل البحر الأحمر التي تخضع حالياً لسيطرة الحوثيين، خاصة بعد تدهور القدرات العسكرية للجماعة نتيجة الحملة الجوية الأمريكية المستمرة.
وفي تطور لافت، كشفت المصادر أن متعاقدين أمنيين أمريكيين من القطاع الخاص قدموا بالفعل استشارات للتشكيلات العسكرية اليمنية بشأن العملية البرية المحتملة، مما يعكس تنسيقاً على المستوى التقني والعملياتي.
وحسب المعلومات التي نقلتها الصحيفة، فإن الخطة المطروحة حالياً للنقاش مع الجانب الأمريكي تتضمن نشر قوات برية على امتداد الساحل الغربي لليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين، مع التركيز بشكل خاص على الاستيلاء على ميناء الحديدة الاستراتيجي، الذي يمثل شريان الحياة الرئيسي للحوثيين وبوابة حيوية لتهريب الأسلحة والمعدات العسكرية.
وأكد المسؤولون أن الإدارة الأمريكية منفتحة على دعم هذه العملية البرية، على الرغم من عدم اتخاذ قرار نهائي بعد بشأن طبيعة وحجم هذا الدعم. ويأتي هذا التوجه ضمن استراتيجية أمريكية تهدف إلى استعادة الاستقرار في المنطقة والحد من التهديدات التي تشكلها مليشيا الحوثي على الملاحة البحرية الدولية.
وأشارت المصادر إلى أن العملية البرية المخطط لها تكتسب أهمية خاصة كونها ستسمح باستهداف البنية التحتية العسكرية للحوثيين التي يصعب ضربها من الجو، بما في ذلك مخازن الأسلحة والمعدات المخفية ومراكز القيادة المحصنة ومنصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة المموهة.
وفي خطوة تعكس تصاعد الاهتمام الأمريكي بالوضع في اليمن، أفاد التقرير بوصول حاملة طائرات أمريكية ثانية مع السفن المرافقة لها إلى المنطقة، مما يشير إلى احتمال تكثيف الضربات الجوية لعدة أسابيع إضافية على الأقل. وسبق أن شنت الولايات المتحدة أكثر من 350 غارة ضمن حملتها العسكرية الجارية ضد مواقع الحوثيين في اليمن.
ويرى محللون عسكريون أن توقيت الإعلان عن هذه الخطط ينطوي على رسالة قوية للحوثيين بأن التصعيد العسكري ضدهم لن يقتصر على الضربات الجوية فحسب، بل قد يتطور إلى مواجهة برية شاملة تهدد معاقلهم الرئيسية على الساحل الغربي.
وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه الحوثيون تهديداتهم باستهداف السفن المرتبطة بالولايات المتحدة وحلفائها في البحر الأحمر وخليج عدن، مما تسبب في اضطرابات كبيرة للتجارة العالمية وارتفاع تكاليف الشحن البحري وتأمين البضائع.