الإثنين, سبتمبر 8, 2025

عاجل

التنظيمات العقائدية

لا تعتمد كثير من التنظيمات العقائدية فى العالمين العربى والإسلامى فقط على البناء الفكرى لضمان ولاء عناصرها إنما أيضًا تربطها بشبكة مصالح وخدمات، وهو ما حدث مع حركة حماس وحزب الله فى لبنان وغيرهما.

والحقيقة أن الاشتباكات التى تجرى فى محيط مطار بيروت فى لبنان بين أنصار حزب الله وقوات من الجيش عكست أزمة مختلفة عن السابقة، حيث كان الخلاف يجرى أساسًا فى المجال السياسى متمثلًا فى رفض سيطرة الحزب على القرارين السياسى والعسكرى، أو حرب الإسناد التى دخل فيها دعمًا لغزة واعتبر كثير من اللبنانيين أنها لم تفد غزة وأضرت بلبنان، إنما امتدت هذه المرة إلى أنصار الحزب الذين تضررت مصالحهم بعد فرض قيود على دخول الأموال الإيرانية وعلى تمويل الحزب.

لقد مثل حزب الله بالنسبة للكثيرين من أعضائه شبكة تضامن اجتماعى، كما أنهم بالقدر الذى أعلنوا فيه حبهم لمشروع الحزب السياسى والعقائدى أحبوا أيضًا خدماته الصحية، والتعليمية، والقرض الحسن، وغيرها.

إن الخلاف حول حزب الله لبنانيًا وعربيًا موجود، فهناك من يرى أن إسرائيل عدو للبنان وتمثل تهديدًا له، وأن هيمنة الحزب على القرار السياسى والعسكرى كانت من أجل دعم «مقاومة إسرائيل»، وطالما أن الأخيرة لا تعبأ بالمجتمع الدولى وقرارات الأمم المتحدة فإنها يمكن أن تستبيح لبنان فى أى وقت، وأن المطلوب صيغة جديدة لحزب الله يلتزم فيها بقرار الأمم المتحدة ١٧٠١ويحتفظ أيضًا بقدرات عسكرية كامنة للدفاع والردع فقط.

بالمقابل هناك تيار واسع يعتبر أن الحزب ورط لبنان فى الحرب مع إسرائيل وأنه مسؤول عن الدمار الذى أصاب البلاد، وأن ظاهرته العسكرية يجب أن تنتهى وأن يتحول فقط لمشروع سياسى داخل الساحة اللبنانية المتنوعة.

والحقيقة أن هذا الخلاف امتد ليصل إلى أنصار الحزب فى مواجهه القوى الرئيسية المناوئة له كتيار المستقبل والقوات اللبنانية وحزب الكتائب حتى أصبح هناك سجال وتنابز حول المسؤول عن الحرب ونتائجها وفاتورتها، وأن مشاهد الاحتضان التى حدثت أثناء الحرب لأنصار حزب الله فى مختلف المناطق اللبنانية اختفت حاليًّا لصالح حالة من الاحتقان، وروج الحزب لمقولات من نوع أن المختلفين معه هم المتخاذلون الذين غيروا الحكم فى لبنان عبر العدوان الإسرائيلى، وبدلًا من أن يقوم بمراجعة حقيقية لأخطائه فى الداخل اللبنانى حمّل الآخرين مسؤولية اختياراته وتوترت العلاقة بين أنصار الحزب والعهد الجديد.

التحدى الذى سيواجه لبنان فى الفترة القادمة هو أنه لا يوجد تنظيم عقائدى قوى وممتد ومؤثر بهذا الشكل وسط طائفته إلا حزب الله، فالتنظيمات الإسلامية السنية أضعف بكثير كما أن كثيرًا من السنة والمسيحيين منخرطون فى أحزاب مدنية، حتى لو كان أساسها طائفيًا وبالتالى ستصبح التحديات أمام العهد الجديد كبيرة، ولكنه يظل قادرًا على تجاوزها.


*عمرو الشوبكي- خبير مصري بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

عن المصري اليوم

موجز الاسبوع

عراقجي: نتعاون مع الوكالة الذرية لصياغة إطار عمل جديد

نقل التلفزيون الإيراني عن وزير الخارجية عباس عراقجي قوله،السبت،...

القائد الجديد للقيادة المركزية بالجيش الأميركي يجري أول زيارة إلى إسرائيل

أعلن الجيش الإسرائيلي أن القائد الجديد للقيادة المركزية بالجيش...

فيلم «صوت هند رجب» عن غزة يفوز بـ«الأسد الفضي» في مهرجان البندقية

فاز فيلم «صوت هند رجب» عن إحدى وقائع حرب...

لليوم الرابع عشر.. صنعاء في ظلام دامس عقب استهداف محطتي الكهرباء

لليوم الرابع عشر ترزح العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء تحت...

أميركا توافق على مبيعات أسلحة لأوكرانيا بقيمة 825 مليون دولار

قالت وكالة التعاون الأمني التابعة لوزارة الدفاع الأميركية الخميس...

أهم المواضيع

عراقجي: نتعاون مع الوكالة الذرية لصياغة إطار عمل جديد

نقل التلفزيون الإيراني عن وزير الخارجية عباس عراقجي قوله،السبت،...

القائد الجديد للقيادة المركزية بالجيش الأميركي يجري أول زيارة إلى إسرائيل

أعلن الجيش الإسرائيلي أن القائد الجديد للقيادة المركزية بالجيش...

لليوم الرابع عشر.. صنعاء في ظلام دامس عقب استهداف محطتي الكهرباء

لليوم الرابع عشر ترزح العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء تحت...

أميركا توافق على مبيعات أسلحة لأوكرانيا بقيمة 825 مليون دولار

قالت وكالة التعاون الأمني التابعة لوزارة الدفاع الأميركية الخميس...

نتنياهو: إسرائيل تعمل على إنشاء منطقة منزوعة السلاح من الجولان إلى السويداء

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، عن رئيس الوزراء بنيامين...

مقتل رئيس حكومة الحوثيين أحمد الرهوي في غارة إسرائيلية على صنعاء

لقي أحمد الرهوي، رئيس ما يُسمى بـ"حكومة الإنقاذ الوطني"...

إسرائيل تعلن استهداف قيادات حوثية بارزة في صنعاء.. والحوثيون ينفون

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن غارات صنعاء استهدفت...

مقالات ذات صلة

تصنيفات الاوسط